تجربتي مع الزواج السري، هل زواج السر يستمر، حكم زواج السر للثيب، أضرار الزواج السري.
هل المرأة التي تقبل بالزواج السري تكون ضعيفة؟
أم هناك دوافع إنسانية أعمق؟
دعيني أبدأ بما لا يُقال عادة:
المرأة التي تدخل في زواج سري ليست دومًا امرأة ضعيفة…
وقد لا تكون ضحية سهلة كما يظن البعض.
بل قد تكون ذكية، مستقلة، قوية، لكنها… إنسانة، بكل ما تحمله الكلمة من تناقضات.
نعم، بعض النساء يقبلن بالزواج السري…
ولكن، هل يعني ذلك أنهن لا يعرفن قيمتهن؟
أم أن خلف هذا القرار، رواية طويلة من الأحاسيس والدوافع والظروف؟
لنفتح هذا الملف المؤلم، بكل صدق ورحمة.
أولًا: هل هي امرأة ضعيفة فعلًا؟
أحيانًا… نعم.
وأحيانًا… لا إطلاقًا.
قد تكون امرأة مرّت بتجارب قاسية جعلتها تشكّ في استحقاقها للعلن.
أو نشأت في بيئة تُقدّس الرجل وتعذُر غيابه،
فتظن أن أي فتات حب هو نعمة تستحق أن تُخفيها لتبقيها.
لكن في كثير من الحالات،
التي رأيتها وسمعتها واحتضنتُ وجعها في رسائل النساء،
المرأة لم تكن ضعيفة، بل كانت معلّقة بين نداء العقل ونداء القلب.
كانت تعرف أنها تستحق أكثر، لكنها أحبّت بصدق، وآمنت بوعد، وصدّقت حلمًا.
ثانيًا: دوافعها ليست دائمًا ساذجة
حين تقبل المرأة بزواج سري، فربما:
- تُحبّه من قلبها
وتراه مختلفًا عن كل من مرّ في حياتها،
فتُراهن عليه، وتقول لنفسها:
"سأصبر قليلًا، وسيتغير كل شيء."
- خائفة من الوحدة
نعم، الخوف من البقاء وحيدة يمكن أن يدفع امرأة ناضجة إلى القبول بعلاقة ناقصة،
خاصةً إن تأخرت في الزواج، أو سبق لها الطلاق، أو عانت من نظرات المجتمع.
- ترى فيه طوق نجاة
ربما كان رجلًا محترمًا في نظرها، وعدها بالحياة الهادئة،
وقال لها: "لن تبقي في السر طويلًا، فقط أمهليني."
وصدّقته… لأنها أرادت أن تصدّقه.
- مضغوطة بظروف قاسية
بعض النساء يُجبرهن أهلُهن على خيارات قاسية،
فيهربن إلى رجل يعطيهن وعدًا بالاحتواء، حتى لو كان في الظل.
ثالثًا: المرأة التي تُخفي زواجها لا تشعر بالراحة… لكنها تتحمّل
هل تظنين أنها سعيدة؟
هل تفرح حين يُذكر اسم زوجها في مجلس وهي صامتة؟
هل ترتاح حين تُنكر علاقتها أمام أقرب الناس إليها؟
أبدًا.
هي تتألم، لكنها تُقنع نفسها كل يوم:
"قريبًا سيتغير كل شيء… فقط صبرًا."
لكن المشكلة أن هذا "القريبًا" أحيانًا لا يأتي.
وتذبل المرأة وهي تنتظر إعلانًا لم يُكتب له الظهور.
رابعًا: ليست ضعيفة… لكنها تُحب أكثر مما ينبغي
المرأة التي تقبل بالسر لا ينقصها الذكاء،
بل ربما ينقصها التقدير الذاتي لحظة الحسم.
هي لا تجهل قيمتها، لكنها تضعها مؤقتًا على الرف،
على أمل أن تُسترد مع الوقت.
وأحيانًا، تكون أقوى امرأة عرفتها،
لكنها اختارت أن تضعف أمام رجل واحد فقط،
لأنها أحبّته حدّ التنازل… ولم تكن تتخيل أن التنازل سيستمر طويلاً.
خامسًا: لكن، إلى متى؟
الرحمة واجبة… والتفهم أيضًا.
لكن الحقيقة تقول:
المرأة التي تبقى طويلًا في زواج سري، وهي ترى أن لا نية حقيقية للإعلان،
تظلم نفسها أكثر مما يظلمها هو.
لأن الحب الذي لا ينضج إلى العلن،
قد لا يكون حبًا كاملًا… بل حاجة مؤقتة، أو ضعفًا مشتركًا.
كلمتي لها:
أنتِ لستِ ضعيفة لأنك أحببتِ،
ولا لأنك صدّقتِ،
ولا لأنك انتظرتِ قليلاً.
لكن إن طال الانتظار، وصمتَ الإعلان،
فكوني قوية بما يكفي لتسألي نفسك:
"هل أريد أن أكون سرًا إلى الأبد؟ أم أستحق أن أكون فخرًا في حياة رجل لا يخجل من اسمي؟"
اختاري الإجابة التي تُعيد إليك نفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق