أسباب انقلاب الزوج على زوجته

 أسباب انقلاب الزوج على زوجته

سؤال مؤلم ويطرق بابًا موجعًا في حياة كثير من النساء:
كيف لرجل أحببته، واحترمته، وضحيت من أجله، أن ينقلب فجأة؟ أين ذهب ذلك الزوج الحنون؟ من هذا الغريب الذي يسكن بيتي الآن؟

دعيني أشاركك مقالاً بأسلوبكِ المعتاد، كما لو أن امرأة خبيرة تتحدث فيه من قلبها، لا تنظّر من بعيد:


لماذا ينقلب الزوج على زوجته؟

حين يتحوّل الحبيب إلى شخص بارد أو قاسٍ... ما الذي حدث؟

في كثير من الرسائل التي تصلني، تكتب الزوجات كلمات تشبه بعضها:
"كان طيبًا جدًا في بداية الزواج، لا يرفع صوته، يهتم بي، يحب الجلوس معي... والآن تغيّر، أصبح صامتًا أو غاضبًا طوال الوقت. أشعر أنني أعيش مع رجل لا يشبه من عرفته."

فهل يتغيّر الرجال فعلاً؟
نعم، بعضهم يتغيّر. لكن السؤال الأهم: لماذا؟

دعيني أضع لكِ أبرز الأسباب، بناءً على خبرتي في الاستشارات الزوجية:


🔹 ١. ضغوط الحياة المتراكمة

بعض الرجال لا يُحسن التعبير عن همومه، فإذا ضاقت عليه الدنيا أو فشل في عمله أو شعر بأنه لا ينجز كما يريد، يفرّغ ذلك في أقرب إنسان إليه: زوجته.
فبدل أن يتكلم، يصمت.
وبدل أن يطلب دعمها، يهاجمها أو يبتعد.
وهنا يظهر على شكل "انقلاب" في سلوكه، وهو في الحقيقة رجل مخنوق لا يعرف كيف يُعبّر.


🔹 ٢. شعوره بالتقليل أو النقد المستمر

الرجل – حتى الناضج منهم – حساس جدًا تجاه الإحساس بأنه "مرفوض" أو "غير كافٍ".
إذا شعر أن زوجته تراه دائمًا مقصّرًا، تستهزئ بتصرفاته، أو تقارنه بغيره، قد يبدأ بالانسحاب أو المعاندة أو حتى القسوة.
وللأسف، لا يُصارح، بل يُعبّر بالفتور أو الغضب.


🔹 ٣. دخول امرأة أخرى حياته (الخيانة العاطفية أو الجسدية)

هذا السبب الصعب... وهو واقع لا يمكن إنكاره.
أحيانًا حين يبدأ الرجل علاقة أخرى – سواء كانت خيانة عاطفية أو جسدية – يتغيّر تلقائيًا:

  • يبتعد،

  • يصبح عصبيًا،

  • لا يهتم،

  • يفتعل المشاكل بلا سبب،
    لأن قلبه ببساطة لم يعد حاضرًا، أو لأنه يبحث عن عذر للهروب.


🔹 ٤. التغيّر بعد الإنجاب

كثير من الأزواج يعانون بعد إنجاب الأطفال، لأن العلاقة الزوجية تتغيّر:

  • الوقت يقل،

  • التركيز يصبح كله على الطفل،

  • والزوج يشعر – أحيانًا – أنه لم يعد مهمًا.
    فإما أن يتفهّم، أو يهرب، أو "ينقلب" ويبدأ بإلقاء اللوم على زوجته طوال الوقت.


🔹 ٥. فارق التوقعات والصورة الوردية

أحيانًا، حين تبدأ الحياة الحقيقية ويزول "بريق الحب الأول"، يكتشف الرجل أن زوجته ليست كما تخيّل، أو أن الحياة الزوجية أصعب مما توقع.
فيشعر بالخيبة، ويبدأ بإسقاطها عليها.
وهذا يظهر في بروده، في لومه المستمر، أو في معاملته الجافة.


🔹 ٦. نشأته وتربيته الأصلية

بعض الرجال تربّوا في بيئة لا تعرف التعبير عن الحب، أو لا تحترم المرأة، أو تعتبر القسوة رجولة.
فمهما بدا مختلفًا في الخطوبة أو أوائل الزواج، تظهر جذوره حين يهدأ الحب العاطفي.
وهنا قد "ينقلب" ليس لأنه تغيّر، بل لأنه عاد إلى طبيعته الأصلية.


🔹 ٧. تدخل الأهل أو الضغط الخارجي

أحيانًا لا يكون الخلاف بينكما أنتما فقط، بل هناك طرف ثالث يُفسد الصورة.
أم تتدخل، صديق يحرّض، أو أهل يرونه "ضعيفًا" أمامك.
وهنا يبدأ هو بمحاولة "إثبات رجولته" بالعناد، أو الصوت العالي، أو حتى القسوة الباردة.


وماذا بعد؟

أهم ما في هذا المقال ليس أن تعرفي "لماذا انقلب"، بل أن تسألي نفسك:
هل هذا التغيّر مؤقت؟ أم دائم؟
هل يمكن إصلاحه بالحوار؟ أم هو رفض داخلي؟
هل أنا السبب؟ أم أنه تغيّر لا علاقة لي به؟
هل ما زال يحبني؟ أم أنه انتهى من الداخل؟

ثم تقرري بعدها:
هل تستحق العلاقة فرصة ثانية؟
أم أنكِ تحاولين إصلاح شيء لم يعد حيًا؟


🩶 في النهاية، أقول لكل امرأة تقرأني الآن:
انقلاب الزوج لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة تراكمات.
فلا تلومي نفسك فورًا، ولا تبرّري له كل شيء.
فكّري بوعي، راقبي التفاصيل، ولا تسمحي لأي تغيّر أن يسحقكِ تحت شعور الذنب أو التنازل الدائم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق