هل فرق التعليم بين الزوجين مشكلة، هل التكافؤ العلمي ضروري في الزواج، هل المستوى الدراسي مهم في الزواج.
هل فرق التعليم بين الزوجين مشكلة؟
وهل التكافؤ العلمي ضروري؟ أم أن الحياة أوسع من شهادة دراسية؟
مرّت عليّ سيدة قالت لي يومًا:
"أنا أحبه جدًا، لكن أحيانًا أشعر أني أعيش مع شخص لا يراني فعلًا... لا يفهم كيف أفكر، ولا حتى لماذا أقرأ أو أكتب! أنا متعلّمة، أحب النقاش والتفكير، أما هو فيرى ذلك ترفًا أو تعقيدًا، ويتهمني أني "أفلسف الأمور". هل كان عليّ أن أختار من يشبهني دراسيًا؟ هل التعليم يصنع فرقًا فعلاً؟"
سؤالها فتح بابًا يستحق أن نقف عنده بصدق.
🔸 فرق التعليم بين الزوجين: متى يصبح مشكلة؟
ليس كل فرق مشكلة.
لكن الفرق العلمي قد يتحول إلى فجوة، إذا صاحبه أحد هذه الأمور:
-
نظرة دونية من الطرف الأقل تعليمًا، أو تعالٍ من الطرف الأعلى.
-
صعوبة في النقاش أو بناء حوار عميق.
-
شعور أحد الطرفين أنه لا يُفهَم أو أن أفكاره تُقلَّل.
-
أو ببساطة: اختلاف جذري في طريقة التفكير، يجعل العيش المشترك كأنه "ترجمة فورية" طول الوقت.
فالمشكلة الحقيقية ليست في عدد السنوات الدراسية، بل في اختلاف اللغة العقلية بين الزوجين.
أن يفكر أحدهما بشكل تحليلي والآخر بشكل سطحي جدًا، أن يحب أحدهما النقاش الثقافي بينما الآخر يراه مضيعة وقت.
هنا تبدأ المسافة الخفية التي لا تُرى، لكنها تُشعر صاحبها بالوحدة... رغم وجود الآخر.
🔸 هل التكافؤ العلمي ضروري؟
سأقولها لكِ بصراحة:
لا يشترط أن يحمل زوجكِ نفس شهادتكِ، لكن من المهم أن يحمل شيئًا من طريقتكِ في التفكير.
قد يكون زوجك أقل منكِ تعليمًا، لكنه يقدّرك، ينصت لكِ، يحفّزك، ويشعر بالفخر بما أنتِ عليه...
هذا في ميزان العلاقات، أغلى من شهادة عليا.
لكن إن كان لا يقرأ، ولا يريد أن يفهم، ويستهزئ بكل ما تقولينه، ويشعرك بأنكِ "المختلفة" أو "المعقدة"... فهنا نعم، الفرق العلمي أصبح فجوة نفسية.
والتكافؤ لا يعني التماثل.
بل يعني وجود مساحة مشتركة: في الفهم، في الحوار، في الاهتمامات.
🔸 هل المستوى الدراسي مهم في الزواج؟
هو مهم، لكن ليس جوهريًا.
المهم هو أن تلتقي أرواحكما، لا شهاداتكما.
أن يقدّر أحدكما الآخر، لا أن يقيسه بمسطرة الإنجاز.
أن يُبنى بينكما احترام متبادل، لا مفاضلة من الأعلى للأقل.
فكم من زوجين يحملان أعلى الشهادات، لكنهما يعيشان حياة ندّية باردة، لا دفء فيها ولا حوار.
وكم من زوجين يكمّلان بعضهما، وإن اختلفت مؤهلاتهما، لأن بينهما احترام، وقبول، وتفاهم يجعل كلاً منهما يشعر أنه في أمان مع الآخر.
وأخيرًا...
لا تقرئي هذا المقال لتُديني علاقتكِ، ولا لتصنّفي زواجكِ بناءً على شهادة زوجك.
بل لتفكّري بصدق:
هل هناك احترام؟
هل بينكما لغة مشتركة؟
هل تشعرين أنكِ مسموعة ومفهومة ومقدَّرة؟
إن وجدتِ هذه الثلاثة، فاحمدي الله، ولا تسمحي لأي فارق أن يفسد جمال العلاقة.
وإن كنتِ تفتقدينها، فربما تحتاجين حوارًا صريحًا... لا مع زوجك أولًا، بل مع نفسكِ:
هل أنتِ سعيدة؟ هل يمكنكِ التكيّف؟ وهل يستحق الأمر المواصلة أم المراجعة؟
الجواب عندكِ أنتِ، لا في أي شهادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق