كيف أتخلص من حب شخص غير زوجي؟
سؤال مثل هذا لا يُقال إلا بصوت خافت، غالبًا في لحظة ضعف أو ارتباك داخلي…
"كيف أتخلص من حب شخص غير زوجي؟"
سؤال موجع، ثقيل، لكنه صادق… لأنه لا يأتي من امرأة سيئة، بل من امرأة تُصارع نفسها، وتحاول ألا تخون قلبها ولا بيتها، لكنها تورّطت في مشاعر لم تكن تتوقعها.
دعيني أكتب لك هذا المقال، كما لو كنا نجلس سويًا في زاوية هادئة من قلبك، حيث لا حكم ولا إدانة، فقط فهم، وصدق، وخطوات للنجاة.
كيف أتخلّص من حب شخص غير زوجي؟
بقلم: سعادة ناصر – استشارية في علم النفس الزواجي
يا عزيزتي…
لا أحد يقع في مثل هذا الموقف عن سابق إصرار. لا امرأة تستيقظ يومًا وتقرر أن يُصبح قلبها مائلًا لغير زوجها.
غالبًا ما تكون البدايات بريئة: اهتمام بسيط، إعجاب بكلمة، حوار متكرر، فراغ عاطفي لم يُملأ، أو رجل عابر قال ما لم يقله الزوج منذ سنوات.
ثم يكبر الأمر… وتجدين نفسكِ في مأزق: قلبكِ اتجه لغير من تعيشين معه، وضميركِ يشتعل، وبيتكِ على المحك.
فماذا تفعلين؟
✦ أولاً: افهمي ما الذي جعلكِ تقعين في هذا الحب
لا تُكفّري عن مشاعركِ قبل أن تفهميها.
اسألي نفسك بصدق:
-
هل هناك فراغ عاطفي في زواجي؟
-
هل أشعر بالإهمال، بالوحدة، بالجفاف؟
-
هل هذا الشخص يمثل لي ما أفتقده؟ الاهتمام؟ التقدير؟ الحنان؟
غالبًا، هذا الحب لم يولد لأنكِ خائنة، بل لأنه كانت فيكِ مساحة عطشى لم يروها زوجك.
حين تفهمين السبب، يسهل عليكِ أن تُعالجيه من الجذور.
✦ ثانيًا: اقطعي العلاقة تمامًا… حتى لو لم يحدث فيها "شيء"
الانجذاب العاطفي وحده يكفي ليُهزّ كيان زواجك.
لا تقولي: "نحن لا نفعل شيئًا خاطئًا"… فمجرد أنكِ تفكرين فيه، وتنتظرين رسائله، وتشعرين بشيء حين يظهر اسمه، فهذه خيانة عاطفية مكتملة الأركان.
والخيانة لا تحتاج لمسّ… يكفي أن تُزاحم أحدهم زوجكِ في قلبك.
امسحي رقمه، احذفي آثاره، لا تراقبيه، لا تبرري وجوده.
أنتِ لا تعالجين حبًا… بل تسحبين نفسك من حافة انهيار قد تندمين عليه العمر كله.
✦ ثالثًا: التزمي بالصدق مع نفسك… لا مع الخيال
غالبًا، الحب الذي ينشأ خارج الزواج يكون مليئًا بالوهم.
فهذا الرجل لم يركِ في كل حالاتك… لم يعش معكِ، لم يرى ضغوطك، لم يُربِّ معكِ أبناء، ولم يقف على مفترق مسؤولياتك اليومية.
فهو يحب "نسخة خيالية منكِ"، وأنتِ أيضًا ترين فيه نسخة متخيلة، لأن الظروف لم تُظهر عيوبه بعد.
الحياة مع أي رجل، غير التي في الخيال.
فلا تغادري يقينكِ إلى ظلال حلم.
✦ رابعًا: استعيني بشيء أكبر منك
سواء كنتِ امرأة متدينة أو لا، ثقي أن التحرر من مثل هذا التعلق يحتاج قوة نفسية وروحية معًا.
ادعي الله كثيرًا، ابكي له، قولي: "يا رب أخرِج حبّه من قلبي، وردّني لنفسي، واحفظني لبيتي."
ابحثي عن جلسات دعم نفسي أو قراءة كتب في التعافي العاطفي، املئي يومكِ بما يُنشّطك، لا بما يُعيدكِ للحلقة المفرغة.
✦ خامسًا: أصلحي علاقتك بزوجك قدر المستطاع
لا أطلب منكِ التمثيل، ولا ادّعاء الحب.
لكن ابدئي بخطوة: جلسة مصارحة، طلب بسيط، مساحة مشتركة، أو حتى زيارة مستشار زواجي.
إن نجحتِ، فستكونين قد خرجتِ من هذا الحب نحو استقرار أعمق.
وإن لم ينجح الأمر، فتلك قصة أخرى… لا نبدأها من رجل آخر، بل من ذاتٍ قررت أن تنجو.
✦ خاتمة:
يا حبيبتي،
الحب ليس خطيئة… لكن الاستسلام له خارج مكانه الصحيح قد يُدمّرك، ويُدمّر من حولك.
أنتِ تستحقين أن تُحبي، لكن بطريقة لا تسلبك كرامتك، ولا تُدمّرك من الداخل.
أنتِ قادرة… فقط إن صدقتِ في الرغبة، وقطعتِ جذور التعلق، واحدة تلو الأخرى.
وستستفيقين يومًا، وتضحكين من قلبك، وتقولين:
"نجوتُ… وعدتُ لنفسي."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق