سؤال حساس ومؤلم، لكنه مهم جدًا:
هل الزوج الذي يهين زوجته يحبها؟
بكل وضوح، وبعيدًا عن التجميل والمجاملات:
الحب الحقيقي لا يُهين. ولا يجرح. ولا يقلل.
الرجل الذي يحب زوجته لا يرضى أن يكسرها بكلمة، ولا أن يُهينها أمام نفسها أو أمام غيرها، ولا أن يُشعرها أنها بلا قيمة، مهما كان غاضبًا، أو متضايقًا، أو مرهقًا.
✋ إذًا، لماذا يهينها؟ وما دوافعه؟
الإهانة قد تأتي من رجل لا يُجيد التعبير، أو من شخصية مسيئة بطبعها، أو من رجل يحمل داخله نقصًا ويصبّه على زوجته. إليكِ بعض التفسيرات الشائعة:
١. رجل مهزوز من الداخل
الرجل الذي لا يشعر برجولته الحقيقية، أو من نشأ في بيئة لا تحترم المرأة، غالبًا ما يُمارس الإهانة كنوع من إثبات السيطرة.
هو لا يحبكِ بقدر ما يحب الشعور بأنه أقوى منكِ.
٢. حب مشوّه أو مؤذٍ
أحيانًا، يحب الرجل زوجته فعلاً، لكنه يحبها بطريقة مؤذية.
-
يقول كلامًا جارحًا ثم يعتذر ويقول "أنا أحبك".
-
يصرخ أو يهينها ثم يُهديها شيئًا ويظن أن المشكلة حُلت.
هذا النوع من الحب يُسمى حب مؤذي أو سام، لأن فيه عنفًا عاطفيًا مغلفًا بكلمات حلوة. وهذا لا يُبنى عليه استقرار ولا أمان.
٣. الرجل الذي اعتاد أن يُهان
بعض الرجال تعرّضوا للإهانة في طفولتهم أو علاقاتهم السابقة، فيُعيدون إنتاج نفس النمط على زوجاتهم دون وعي.
لا يُبرَّر سلوكه، لكنه مفهوم من أين جاء.
٤. رجل لا يحبك فعلاً، بل يتحملك
نعم، أحيانًا تكون الإهانة رسالة صامتة تقول:
"أنا ما عدت أطيقك، لكني ما زلت هنا لأسباب أخرى (عيال، ظروف، مصلحة...)"
وهنا الحب غائب فعلاً، والإهانة أصبحت وسيلة للتعبير عن النفور.
❗هل الحب يُبرر الإهانة؟
أبدًا. الحب لا يُبرر الإهانة أبدًا.
الرجل الذي يُهين زوجته باسم الحب، هو شخص يحتاج إلى علاج داخلي قبل أن يدخل علاقة.
والمؤسف أن بعض النساء يُصدّقن أن هذه الإهانة من "شدة الحب أو الغيرة أو القهر"... وهذا غير صحيح.
💔 الإهانة ليست "غضب لحظي"
قد يخطئ الزوج مرة، يصرخ، ينفعل...
لكن إن تكررت الإهانة، واستهان بكِ أكثر من مرة، فهنا نحن لا نتكلم عن "زلة"، بل عن سلوك ثابت ومُهين ومؤذٍ نفسيًا.
🧭 وماذا أفعل إن كان زوجي يُهينني؟
-
قفي عند حدود كرامتك. لا تقبلي بالإهانة مهما كانت المبررات.
-
واجهيه بهدوء، لا بخضوع. أخبريه أن كلماته تجرحك، وأن الاحترام هو أساس أي علاقة.
-
اكتبي مشاعرك إن لم تستطيعي الكلام. أحيانًا، رسالة مكتوبة قد تؤثر أكثر.
-
لا تعتذري عن خطأ لم ترتكبيه. الإهانة ليست رد فعل طبيعي لأي خطأ.
-
إن تكرر الأمر، استشيري مختصة أو مرشدة أسرية. العلاقة التي تُبنى على القسوة لا تُثمر محبة.
💌 في الختام:
الحب لا يهين.
الحب لا يذل.
الحب لا يصرخ في وجهكِ ويكسر قلبكِ ويقول: "أنا آسف، بس أنتي السبب".
إن كنتِ تُهاني من رجل يُهينك باسم الحب، فراجعي وضعك، وراجعي كرامتك، وراجعي تعريفك للحب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق