هل يعود رجل أحب امرأة متزوجة بعد أن تركته؟
يا ابنتي،
سأبدأ معكِ بسؤال صريح:
"هل تعتقدين أن الرجل الذي أحب امرأة مرتبطة، ثم ابتعد عنها، سيعود لأنه لا يستطيع نسيانها؟"
ربما نعم… وربما لا.
والإجابة الحقيقية تحتاج أن ندخل معًا في دهاليز المشاعر والرغبات والواقع والندم…
وسأفعل ذلك الآن، بهدوء، كما تعودنا سويًّا.
✦ أولًا: لماذا يتركها من الأساس؟
حين يُحب الرجل امرأة متزوجة، ثم يتركها، هناك أسباب كثيرة تدفعه للانسحاب:
-
الواقع أقوى من مشاعره
فقد يُحبّها جدًا، لكن زواجها، وأولادها، ومسؤولياته، ومكانته، تمنعه من الاستمرار. -
بدأ يشعر بالذنب
خاصة إن كانت العلاقة تتعارض مع ضميره، أو قيمه، أو يشعر أنه يهدم بيتًا لا يخصّه. -
خاف من التورط أكثر
فكلما زادت المشاعر، زادت المطالب، وربما طلبت منه وعودًا أو خطوات جدية، فانسحب خوفًا من الالتزام. -
بدأ يراها مختلفة حين أرادت ترك زوجها
بعض الرجال يحبون المرأة طالما هي "محجوبة"، فإذا فكرت بترك زوجها له، تغيّرت نظرتهم إليها، وشعروا أنها لم تعد تلك "المميزة".
✦ ثم ماذا؟ هل ينسى؟
الحقيقة التي لا يقولها كثيرون:
الرجل لا ينسى بسهولة المرأة التي عاش معها علاقة مختلفة.
لكن عدم النسيان لا يعني بالضرورة الرغبة في العودة.
قد:
-
يشتاق لها،
-
يتذكرها،
-
يمرّ في حالة فراغ بعدها،
-
يُراقبها في صمت،
-
يبتسم حين يتذكر تفاصيلها…
لكن يعود؟ ليس دائمًا.
✦ متى يعود فعلًا؟
هناك 3 حالات غالبًا ما يعود فيها الرجل إلى امرأة متزوجة كان يحبها:
-
إن شعر أنها انسحبت تمامًا، واستعادت حياتها
بعض الرجال يعودون فقط حين يشعرون أنهم فقدوا السيطرة.
وحين تُظهرين له أنكِ تخلصتِ منه، وأن حياتكِ عادت لمسارها… يشعر بالفراغ، ويعود ليلفت انتباهكِ. -
إن لم يجد بعدها من تملأ الفراغ الذي تركته
قد يدخل في علاقات، ويبحث عن "بديل"، ثم يدرك أن لا أحد مثلكِ، فيعود مدفوعًا بالحنين. -
إن تأكّد أنكِ تخلصتِ من زواجك، لكنه لم يكن السبب
بمعنى: إن لم تربطيه بقرار طلاقكِ، ولم تُعلني له أنكِ فعلت ذلك لأجله،
حينها يشعر أنه ما زال أمامه امرأة اختارته لأنها أرادته، لا لأنها تهرب من زوجها.
✦ لكن، هل العودة تعني النجاح؟
لا، للأسف لا.
كثير من حالات "العودة" بعد انفصال بين رجل وامرأة متزوجة تنتهي بالفشل، والسبب:
-
انعدام الثقة المتبادل:
فهو لا يثق في أنكِ لن تكرري ما حدث معه… وأنتِ تخافين أن يترككِ مجددًا. -
مشاعر الذنب المتراكمة:
العودة تُعيد فتح الجروح القديمة، وتُعيد الأسئلة المؤلمة: "لماذا تركتني من الأساس؟" -
الحياة الواقعية تُفسد خيال العلاقة:
حين تتخطى العلاقة حاجز "السرية" إلى "الحياة اليومية"، يصطدم الطرفان بالحقيقة: الحب وحده لا يكفي.
✦ وماذا أفعل إن عاد وطلب الرجوع؟
اسألي نفسكِ أولًا:
-
لماذا عاد؟ هل عن ندم؟ أم لأنه لم يجد غيري؟
-
هل أنا ما زلت أريده؟ أم فقط اشتقت لمشاعره؟
-
هل أستطيع الوثوق به مجددًا؟
-
هل علاقتنا ستُبنى على أسس جديدة؟ أم نُعيد نفس الحلقة؟
ولا تعودي إليه إلا إن تأكّد لكِ أنه رجل صادق، ناضج، تغيّر.
وإنكِ أنتِ كذلك: أصبحتِ تعرفين قيمتكِ، ولن تقبلي علاقة هشة بعد اليوم.
✦ الخاتمة:
الرجل قد يعود،
وقد يشتاق،
وقد يعترف لكِ بعد أشهر أو سنوات أنه لم ينسَكِ…
لكن القرار بين يديكِ.
فلا تبني حياتكِ على انتظار عودة، ولا على فتات ذكريات.
إن عاد، فليعد إلى امرأة أقوى، أنضج، أصفى.
وإن لم يعد… فقد كانت حكمة الله أن لا يُكمل هذا الطريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق