حين يهجركِ زوجكِ في الفراش: جرحٌ صامت لا يُرى

 حين يهجركِ زوجكِ في الفراش: جرحٌ صامت لا يُرى

لستِ وحدكِ من شعرتِ بتلك الليالي الثقيلة… حين تخلدين إلى فراشكِ وفي قلبك ألف سؤال، تنظرين إليه وقد أدار ظهره، أو ادّعى النوم، أو اختلق حجة جديدة للانشغال أو التعب أو الصداع.
الهجر في الفراش ليس مجرد غياب جسد، بل تغييب مشاعر، وصوت خافت يقول لكِ: "أنا لست معكِ".

ولكن، ماذا تفعلين حين يحدث ذلك؟ كيف تفهمينه؟ وكيف تحمين قلبك وزواجك دون أن تتكسري؟

الهجر لا يعني دومًا الكراهية

أول ما أحب أن أهمس به إليكِ: لا تتسرعي في الحكم.
الهجر في العلاقة الحميمية قد يكون ناتجًا عن عوامل كثيرة لا علاقة لها بكِ كأنثى. قد يكون زوجكِ يعاني من ضغط نفسي، توتر في العمل، اضطراب صحي، أو حتى اكتئاب خفي.
الرجال – للأسف – لا يُجيدون التعبير عن آلامهم بالكلام، بل بالصمت، والانسحاب… وأحيانًا بالهجر.

ولكن:
أحيانًا نعم، قد يكون الهجر علامة على فتور، أو ملل، أو حتى خيانة…
لهذا لا بد أن تبحثي عن الحقيقة، لا أن تضيعي في الشكوك.

ابدئي بفهم التفاصيل الصغيرة

راقبي التفاصيل دون تجسس ولا وسواس:

  • هل تغير تعامله معكِ خارج الفراش أيضًا؟

  • هل توقف عن مدحكِ، أو عن التواصل البصري؟

  • هل أصبح يغضب بسهولة، أو يهرب من الحديث معكِ؟

  • أم أنه فقط يمرّ بفترة ضغط، ويحتاج إلى احتواء هادئ؟

الفراش هو مرآة العلاقة… فإذا انكسر، غالبًا ما يكون هناك خللٌ أعمق لا يُرى.

تكلمي… لكن بلغة القلب لا العتاب

اجلسي معه يومًا بهدوء. اختاري وقتًا لا يكون فيه مرهقًا أو مشغولًا.
واجهيه ليس لتشتكي، بل لتفتحي قلبك.
قولي له ببساطة:
"أشعر أنك تبتعد عني… وأفتقد قربك… أريد فقط أن أفهم، هل هناك ما يُقلقك؟"
وتذكّري: الرجال ينسحبون حين يشعرون بأنهم متهمون، لكنهم يتجاوبون حين يشعرون بالأمان.

واحذري ثلاثة فِخاخ

  1. الاستجداء:
    لا تتوسلي العلاقة الحميمة. فالأنوثة لا تُستجدى، بل تُرغَب.
    كوني قريبة، لكن بكِ كرامة.

  2. الصمت الطويل:
    التجاهل والتظاهر بأن كل شيء بخير، قد يحوّل الهجر إلى عادة، والعادة إلى فجوة لا تُرمم.

  3. اللجوء للحرمان المضاد:
    بعض النساء يقابلن الهجر بالهجر، ويظنن أنهن بذلك ينتقمن.
    لكن النتيجة؟ شرخ أعمق، وصمت أكثر قسوة.

اهتمي بنفسكِ… لا به فقط

حين يُهملكِ، لا تُهملي نفسكِ.
جمّلي قلبك ومظهرك. اخرجي، اقضي وقتًا مع صديقاتك، جددي حياتك.
كلما شعرتِ أنكِ مكتفية بذاتك – لا متعلقة به – زادت جاذبيتكِ في عينيه.

هل الهجر مبرر للانفصال؟

ليس دائمًا.
لكن إن أصبح سلوكًا دائمًا، ورفض هو التفاهم، أو كان يستخدمه سلاحًا لإذلالك، أو يربطه بعقاب، أو امتنع عن العلاقة كليًا دون سبب شرعي…
فلكِ الحق أن تتكلمي بوضوح، وأن تطلبي المساعدة، بل وأن تعيدي النظر في شكل العلاقة إن استمرّت بضرر نفسي وجسدي.


كلمة أخيرة لكِ يا عزيزة

المرأة لا تحتاج جسد رجل فقط، بل قلبه… وعقله… ودفئه.
فإن غاب عنها جسدًا، فليكن لأسباب تُفهم وتُعالج، لا لظلمٍ يُسكت عنه.
وتذكّري دومًا: لا تُهملي نفسكِ من أجل من يُهملك، ولا تُقللي من قيمتك لأن أحدهم لم يرها كما ينبغي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق