الخلاف بين الزوج وأهل الزوجة… وأين تقف الزوجة؟
من أكثر المواقف حساسية في حياة أي امرأة متزوجة، لما تلقى نفسها واقفة على حبل مشدود، بين طرفين تحبهم:
زوجي وأهلي.
وهنا تبدأ الأسئلة المؤلمة:
-
من أختار؟
-
إلى من أنحاز؟
-
هل أسمح له يجرحهم؟
-
هل أرد على أهلي لو تكلموا عن زوجي؟
وفي النص، تتعب روحها، وتضيع راحتها، وتحس إنها وحيدة وسط معركة ما لها ذنب فيها.
خليني أفتح لك أبواب هذا الموضوع بابًا باب… بكل وضوح وبدون تجميل.
أولاً: ما هي حقوق أهل الزوجة على الزوج؟
كثير يعتقد إن ما فيه أي حقوق، ويقول: "أنا تزوجت البنت، مو أهلها!"
لكن الحقيقة؟ الزوج اللي يحترم زوجته، يحترم أهلها ولو بالحد الأدنى.
🔸 يقدّرهم لأنهم الأصل اللي خرجت منه.
🔸 يعاملهم باحترام، حتى لو ما يحبهم.
🔸 يسأل عنهم أحيانًا، يزورهم من وقت لآخر، يرد السلام بالكلمة الطيبة.
وهنا نجي للسؤال اللي يتكرر كثيرًا:
هل يجب على الزوج زيارة أهل زوجته؟
الجواب ببساطة:
شرعًا ما هو واجب، لكن أخلاقيًا وإنسانيًا؟ نعم.
مو لازم يروح كل أسبوع أو يسهر معهم،
لكن أقل شيء يشارك في المناسبات، يعزيهم وقت الحزن، يبارك وقت الفرح،
ويخلي زوجته تزورهم بلا مشاكل، لأن منعها بدون سبب مؤذٍ عاطفيًا ونفسيًا.
الزوج اللي يزور أهل زوجته، مو بس يربح قلوبهم…
يربح احترامها هي قبل كل شيء.
لكن للأسف، فيه زوجات يعشن وجع أكبر لما زوجي يتكلم عن أهلي بسوء…
بعض الرجال يسب، أو يستهزئ، أو يلمّح بكلام جارح،
وتحس الزوجة كأنها تُذبح بالكلمة.
وإذا قالت له "ليش؟"، يرد: "هم ما يعجبوني، وأنا حر برأيي."
لكن فرق كبير بين رأي، وبين قلة احترام.
ولما يتكرر الإساءة، وتصير الزوجة تسمع كلمة عليهم في كل موقف،
يبدأ في داخلها يتكوّن صراع صامت:
"أدافع عنهم وأخسر هدوءي؟
ولا أسكت وأعيش وجعي؟"
بعض الأزواج يروح أبعد… ويعلنها صراحة: مقاطعة أهل الزوجة!
إما هو يقاطعهم، أو يطلب منها تقاطعهم.
وهنا لازم نقف ونقول:
🔺 لا يحق للزوج شرعًا أن يمنع زوجته من بر أهلها، خصوصًا والديها.
🔺 وإذا طلب منها تقطعهم بدون سبب قوي، فهو يظلمها ظلم كبير.
🔺 وإذا كانت هناك مشاكل، فالحل مو بالقطيعة، بل بالحوار والنضج وإيجاد مسافة احترام.
وهنا توصل الزوجة لأصعب مفترق طرق: أهلي ولا زوجي؟
يا الله، كم مرة جلست امرأة تبكي وتسأل السؤال هذا!
بس خليني أقولها لك من القلب:
🔹 لا تختارين، لكن وازني.
🔹 لا تخسرين أهلك عشان رجل يضغطك.
🔹 ولا تخسرين زوجك بسبب عناد أو تدخلات أهلك.
🔹 افصلي الخلافات، واحتفظي بعلاقاتك بخيط محبة وذكاء.
كوني جسر، مو ساحة حرب.
وأخيرًا: ما الحل في الخلاف بين الزوج وأهل الزوجة؟
-
خذي موقف محايد ظاهريًا، حكيم داخليًا.
ما تذمين أحد، ولا تمدحين طرف ضد طرف. كوني صوت العقل. -
اضغطي بلطف على الطرفين للاحترام المتبادل.
قولي لأهلك: "هو زوجي، لا تجرحونه."
وقولي له: "هم أهلي، لا تتكلم عنهم بسوء." -
لا تسمحين لأحد يسحبك لطرفه بالكامل.
أنت كيان مستقل. محبتك لأهلك ما تعني خيانة لزوجك،
ومحبتك لزوجك ما تعني نكران لأهلك.
🕊️ رسالة أخيرة لكل زوج ولكل زوجة:
الزواج ما هو حرب عائلات،
هو علاقة بين قلبين… لكن جذورها تمتد لعوائل، وقلوب، وذكريات.
احموا هذه الجذور،
لأن المرأة اللي تُجبَر تختار بين أهلها وزوجها، غالبًا تخسر جزءًا منها… حتى لو كسبت الطرف الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق