هل نسي زوجي طليقته فعلاً؟ وكيف أعرف إن كنتُ تعويضًا أم اختيارًا حقيقيًا؟
سؤال تهمس به الكثير من الزوجات الثواني في لحظات الصمت والشك… وتخجل بعضهن من التصريح به، وكأن مجرد السؤال تقليل من قيمتها.
لكن الحقيقة أن هذا السؤال مشروع جدًا، بل صحي. لأنه ينبع من رغبة صادقة في فهم مكانكِ في قلب رجل له ماضٍ لم يُمحَ بعد.
فلنتحدث بصراحة، ومن امرأة إلى امرأة، بعيدًا عن المثالية المصطنعة.
🌪️ أولًا: لماذا نشكّ أحيانًا أن الرجل لم ينسَ طليقته؟
-
الزواج كان حديثًا:
إذا لم يمضِ وقت طويل بين طلاقه وارتباطه بكِ، فمن الطبيعي أن تتساءلي:
هل تجاوزها فعلًا؟ أم ما زال قلبه هناك؟ -
طريقة كلامه عنها:
إن كان كثير الذكر لها –سواء بالمدح أو حتى بالذم– فهذا مؤشر على أن أثرها ما زال حيًا في ذهنه، وربما في قلبه. -
مقارنة غير مباشرة:
حين يقول دون قصد: "كانت زوجتي الأولى تحب كذا"، أو "تعوّدت في بيتي الأول كذا"، تشعرين أنه يُقيسكِ على نموذج سابق، لا يتعامل معكِ ككيان مستقل. -
اهتمامه بأخبارها:
سواء عبر الأصدقاء، أو وسائل التواصل، أو إن كان ما زال يتابعها بطريقة غير مبررة، خاصة إن لم يكن بينهما أبناء. -
مزاجه المتقلب:
تلاحظين أنه لا يعطيكِ مشاعره كاملة… يُحبكِ لكنه لا ينفتح تمامًا. كأن هناك بابًا داخله لم يُغلق بعد.
💔 هل أنا "تعويض" أم "اختيار حقيقي"؟
هذا السؤال مؤلم… لكنه مهم. والتفريق بين الاثنين ليس صعبًا إن نظرتِ للأمور بعيني القلب والعقل معًا:
❌ أنتِ "تعويض" إذا:
-
دخل حياتكِ بسرعة دون أن يمنح نفسه فترة تعافٍ بعد الطلاق.
-
يتعامل معكِ بوصفكِ نقيضًا لطليقته، لا شخصًا مختلفًا له كيانه.
-
يحمّلكِ مسؤولية سعادته، ويطلب منكِ أن "تداوي" ما فعلته به زوجته السابقة.
-
إن شعرتِ أنه ما زال يُقارن بينكِ وبينها ضمنيًا.
-
إن كان ارتباطه بكِ لا يُشبه الحب، بل يُشبه "الهروب".
✅ وأنتِ "اختيار حقيقي" إذا:
-
جاءكِ بقلب صادق، وعبّر عنكِ بما يُشبه التقدير لا الاحتياج.
-
حدّثكِ عن ماضيه بصدق دون أن يبقى عالقًا فيه.
-
اختاركِ لا لأنكِ عكس طليقته، بل لأنكِ أنتِ، كما أنتِ.
-
يراكِ جزءًا من مستقبله، لا مجرد إصلاح لما انكسر في ماضيه.
-
يمنحكِ مشاعر ناضجة، لا اندفاعات مضطربة.
👣 كيف تتعاملين إن راودكِ هذا الشك؟
1. تحدثي معه بهدوء وليس بعتاب
اختاري لحظة صفاء، وقولي له:
"أنا لا أريد أن أكون مجرد فصل جديد في حياتك، أريد أن أكون بداية حقيقية، فهل أنا كذلك فعلًا؟"
2. راقبي أفعاله لا كلماته
هل يهتم بكِ؟ يتقرب إليكِ؟ يشاركك تفاصيله؟ يستشيرك؟ يحتفي بكِ أمام الناس؟ أم أنكِ مجرد ظلّ في حياته اليومية؟
3. ثقي بنفسكِ ولا تعيشي في منافسة
زوجته السابقة ليست معيارًا. لا تراقبي ماضيه، ولا تقيسي نفسكِ بها. عيشي حاضركِ معه، وركزي على ما بينكما لا على ما قبلكِ.
4. لا تقبلي أن تكوني مجرد مرهمٍ لجراحه
الزواج ليس عيادة نفسية. لستِ مسؤولة عن شفائه من طلاقه. إن لم يكن مستعدًا لبداية ناضجة، فلا تتورطي معه في علاقة مكسورة.
💬 كلمة أخيرة لكِ:
سؤالكِ مشروع، وحقكِ أن تعرفي مكانكِ، وتفهمي مشاعره، وتطلبي الحب الكامل لا الفُتات.
تذكّري:
💔 إن كنتِ تعويضًا… فستبقين ظلًّا لا يُرى.
💗 أما إن كنتِ اختيارًا حقيقيًا… فستكونين وطنًا يُسكن ويُحتفى به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق