ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها في الفراش

يا ابنتي، حين يهجركِ زوجكِ في الفراش، لا تستهيني أبداً بتلك الليالي الصامتة… لأن وراءها مشاعر كثيرة، ورسائل خفية قد تكون مؤلمة، أو نداء استغاثة يحتاج أن يُفهم لا أن يُتجاهل.

دعيني أضعكِ أمام هذا الموقف بخبرة امرأة سبقتها إليه كثيرات:
الهجر في الفراش ليس مجرّد غياب جسدي، بل هو فجوة عاطفية عميقة. قد يكون أسبابه نفسية، أو عاطفية، أو حتى صحية، ولكن في كل الأحوال لا يجوز أن تسكتي عنه طويلاً، ولا أن تفسّريه تفسيراً واحداً فقط: "أنه لم يعُد يحبك".

إليكِ خطوات متّزنة، فيها عقل وقلب، لمواجهة هذا الموقف:

1. اهدئي ولا تهاجمي

أعلم أن الهجر يجرح الأنوثة، ويشعل ألف سؤال. لكن التسرع باللوم أو الصراخ أو التهديد لن يُصلح ما بينكما، بل قد يزيده سوءاً. لا تذهبي إليه تطالبينه بحقه الشرعي وكأنكِ في محكمة، ولا تنسحبي في صمتٍ يؤلمكِ ويزيد من قسوته.

2. ابحثي عن الأسباب دون افتراضات

اسألي نفسك بصدق:
هل حدث بينكما شيء مؤخراً؟
هل تغيّر سلوكه بشكل عام؟
هل لديه مشاكل في العمل؟
هل يعاني من مرض أو توتر أو حتى تأنيب ضمير؟
الهجر أحياناً لا يكون عن رفض، بل عن قلق داخلي لا يُفصح عنه الرجال بسهولة.

3. اختاري الوقت المناسب للكلام

حين يكون الجو بينكما هادئاً، افتحي معه الموضوع بأسلوب غير هجومي. قولي له مثلاً:
"أشعر أن بيننا مسافة لم تكن من قبل… وأنا أفتقد قربك، هل يمكن أن نتكلم بصراحة؟"
كوني مستمعة أكثر من كونكِ متكلّمة. كثير من الرجال لا يُحسنون التعبير، ويحتاجون من تصبر على جفافهم لتُخرج مافيهم.

4. تعاملي مع الهجر كعرض لا كحكم نهائي

لا تحكمي على زواجك بالفشل لأن زوجك هجرك، بل حاولي أن تعرفي:
هل هو موقف عابر؟ أم نمط بدأ يتكرر؟
هل كان بينكما تفاهم وحب سابق؟ أم أن العلاقة كانت هشة أصلاً؟
الإجابات ستساعدكِ على اتخاذ قرارك.

5. اهتمي بنفسكِ دون استجداء

في لحظات الهجر، اهتمي بنفسكِ أكثر لا أقل.
اهتمي بجمالك، برائحتك، بهدوئك، بنشاطك، حتى لو كنتِ تتألمين. لا تُظهري انكسارك بطريقة تبعده عنك أكثر، ولا تجعلي من حرمانك سلاحاً ضده.

6. لا تستبعدي الاستشارة الزوجية

أحياناً يكون هناك ما هو أعمق من الظاهر، وقد يحتاج الأمر إلى استشارة زوجية محترفة تكشف الخلل من جذوره، سواء من طرفه أو طرفك أو من العلاقة ككل.

7. وفي النهاية…

إن استمرّ في الهجر بلا سبب واضح، ورفض الحوار أو التغيير، ولم يراعِ حاجتك كزوجة، فلكِ الحق شرعاً وشرطاً أن ترفضي هذا الظلم. لأن الحياة الزوجية لا تقوم على السقف والإنفاق فقط، بل على المودّة والرحمة والقرب.

أنتِ لستِ شيئاً مُهملًا في الزاوية، بل امرأة لها حق أن تُحتضن وتُحترم وتُرغَب.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق