كيف أُحسّس زوجي بقيمتي

"كيف أُحسّس زوجي بقيمتي؟"

 يا عزيزتي،

سؤالك يحمل في طيّاته وجعًا خفيًّا وشوقًا لأن تُري هذا الرجل الذي اخترته يومًا كم أنتِ ذات قيمة، وكم أنكِ لستِ مجرد تفصيلة عابرة في حياته، بل إنسانة تود أن تُشعره بأنها حضور، وعمق، ودعامة لا تُعوّض.

أول ما أريد أن أهمس به في أذنك: القيمة لا تُنتزع، ولا تُستجدى، إنما تُبنى وتُعاش. لا تحاولي أن تُقنعيه بالكلمات، بل اجعلي حياتك مليئة بالأفعال الصغيرة التي تصرخ: "أنا أستحق، وأنا لستُ عادية."

كيف؟
ابدئي بنفسك. نعم، بنفسك. عندما تهتمين بذاتك، بمظهرك، بصحتك، بمشاعرك، وتعيشين حياة فيها توازن بين العطاء للبيت والعطاء لنفسك… سيرى التغيير، سيشعر بأنك مختلفة، وأن حضورك لا يشبه الغياب أبداً.

كوني داعمة له، لكن لا تُهملي نفسك لأجله. كوني قريبة منه، لكن لا تذوبي فيه. دعيه يرى أنكِ امرأة قادرة على أن تكون له وللعالم، لكن أيضًا قادرة أن تقف وحدها إن احتاجت.

ولا تنسي شيئًا مهمًّا: لا تُعلني عن قيمتك، بل عيشيها. فالقيمة الحقيقية لا تحتاج إلى تسويق، بل إلى وضوح في المواقف، ثبات في الكرامة، ودفء لا يُقاوَم في المعشر.

وأخيرًا، تذكّري يا غالية، أن الرجل بطبعه ينجذب لما لا يُمكنه امتلاكه تمامًا. حين يشعر أن لكِ عالماً خاصاً، اهتماماً بنفسك، طموحًا، وأصدقاء، ومساحة شخصية… يبدأ بالالتفات، بالسؤال، بالحرص… لأنه يشعر أنكِ لستِ مجرد ظل له، بل شمس تنير.

فعيشي قيمتك، قبل أن تطالبي بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق