هل يجوز للزوج مطالبة الزوجة العاملة بالانفاق؟

هل يجوز للزوج مطالبة الزوجة العاملة بالانفاق؟

أعتقد أنك تقصدين من الناحية الدينية، هل يجوز أو لا يجوز؟ بالنسبة لي أنا غير مؤهلة للرد على هذا السؤال من الناحية الدينية، لأني غير متخصصة في الفتاوى.

لكن سأجيب عليك من الناحية الطبيعية والإنسانية:

الحياة الزوجية، هي علاقة طويلة المدى، وقد تكون أبدية بين شخصين، شريكين، يقتسمان الحياة بحلوها ومرها على مر السنوات والعقود أيضا، ينجبان أطفالا، يشتركان في تحمل مسؤولياتهم المادية والمعنوية،

من الطبيعي أن يقتسم الزوجان المسؤوليات الخاصة بهذه العلاقة بالعدل، ولن أقول بالتساوي، وإنما بالعدل، بمعنى أن تعنيه بما استطعت وأن يعينك بما استطاع،

إن طلب منك مشاركته في المسؤوليات المالية وكنت قادرة فما المانع، فليس من العدل أيضا أن يصرف هو كل ماله على البيت وحياتكما الزوجية، بينما تدخرين أنت مالك لنفسك فقط!!! إن كنت تدخرين مالك مثلا لمشروع أو استثمار ما، أو حتى للزمن، فهو أيضا من حقه أن يفعل ذلك، من حقه أن يكون لديه مدخرات واستثمارات، لكن ما السبيل إلى ذلك إن كان يصرف كل ماله على البيت والعيال ولا يبقى له شيء، بينما يتفرج عليك وأنت تدخرين مالك ( ببخل ) ولا تساعدينه؟!!!

الحياة الزوجية، علاقة روحية، تفاهم انسجام، أخذ وعطاء، تضحيات أحيانا، لكن بشرط أن لا يتركك وحدك تتحملين تلك النفقات، ولا يكون راتبه أضعاف راتبك مثلا.

عزيزتي، سأقترح عليك اقتراحا طالما قدمناه كحل في مثل هذه المناسبات،

اجلسي مع زوجك، وناقشا المسؤوليات المالية برمتها، ثم اتفقا أنت وهو على وضع ميزانية للبيت، وأخرى للفواتير الشهرية، وغيرها للنزهات والرفاهية والسفر مثلا، اقتسما مسؤولية كل تلك الميزانيات، كلا منكما يدفع فيها ما استطاع، فإن كان راتبه هو الأعلى يدفع نسبة أعلى من الميزانيات، وإلا فاقتسماها بالتساوي.

ثم ما تبقى من حق كل منكما أن يدخره أو يصرفه على نفسه أو يتصرف به كيف يشاء،

كذلك اتفقا على استثمارات مشتركة أيضا، لشراء شقة، أو بناء بيت العمر، أن قطعة أرض، … إلخ، بشرط أن يتم كل شيء بشكل قانوني، يعني اشتركي أنت وزوجك في الشراء مع ( المكاتبة القانونية على هذه الشراكة) فيكون اسمك واسمه معا على نفس الملكية، فلا أحد يعرف ماذا قد يحدث في المستقبل، يعني لا سمح الله، إن حدث مثلا لا سمح الله واختلفتما، أو افترقتما، لأي سبب كان …. فعلى الأقل لديك ما يثبت حقك في ذلك العقار أو تلك الملكية، لا تتنازلي أبدا عن حقك في أن يوضعك اسمك مناصفة على الملكية التي قمتما بشرائها مناصفة، أو حسب النسبة التي شاركت أنت بها في الشراء.

حرص الزوجين على الإستثمارات المشتركة، والموثقة، تزيد من قوة العلاقة الزوجية، وتجعلها ذات أهداف مشتركة، فالهدف المشترك له مفعول السحر في تقوية العلاقات.

وبالتوفيق غاليتي.