"كيف أنسى رجلًا أحببته وأنا متزوجة؟"

 يا ابنتي،

قبل أن أخبركِ كيف تنسينه، دعيني أولًا أقول لكِ شيئًا بصوتٍ هادئ لا يدينكِ ولا يهاجمكِ:
أنتِ لستِ امرأة سيئة…
أنتِ فقط امرأة تعثّرت في قلبها، ربما حين لم تجد احتواءً من زوجها، أو حين تصدّعت مشاعرها في لحظة ضعف، أو حين شعرت أنها لا تُرى.
وما حدث… حدث.
والآن، أنتِ هنا، تبحثين عن مخرج. وهذا شرف لكِ.


✦ أولًا: افهمي ما الذي جعلكِ تحبينه؟

نسيان الرجل لا يبدأ من تجاهله، بل من فهم أسباب التعلّق به.

  • هل أحببته لأنه استمع إليكِ؟

  • هل شعرتِ معه بأنوثتكِ؟

  • هل أعطاكِ الاهتمام الذي افتقدتِه في زواجك؟

  • أم كنتِ في لحظة انكسار… فأمسك بيدكِ وعلّقكِ به؟

حين تفهمين لماذا تعلّقتِ به،
تبدئين بإعادة ترتيب مشاعرك لا تجاهه… بل تجاه نفسك.


✦ ثانيًا: ما الذي أبقاكِ عالقة فيه حتى الآن؟

  • هل لأنكِ لم تُنهي العلاقة بوضوح؟

  • هل تُراقبينه باستمرار؟

  • هل تُخزّنين رسائله وصوره؟

  • هل تحلمين أنه سيعود ويُنقذكِ من زواجكِ؟

كل ذلك يمنعكِ من الخروج منه.

وهنا أقولها بوضوح:
النسيان قرار… يبدأ من العقل لا القلب.


✦ ثالثًا: خطوات عملية للنسيان

  1. اقطعي كل وسائل الوصول إليه
    احذفي رقمه، احظري حساباته، لا تراقبيه، لا تفتحي نوافذ تؤلمكِ.

  2. تخلّصي من كل ما يربطكِ به
    صوره، رسائله، الهدايا… أي شيء يعيدكِ للحظة ضعف.

  3. توقفي عن لوم نفسكِ ولومه
    العلاقة انتهت، وربما كانت درسكِ الكبير في النضج، فلا تجلدي ذاتكِ.

  4. استثمري في نفسكِ
    اهتمي بجمالكِ، عقلكِ، طموحاتكِ، صديقاتكِ، مظهركِ… عودي لامرأة تستحق قلبها.

  5. أعيدي بناء علاقتكِ مع زوجكِ أو أعيدي تقييمها بصدق
    إن كانت علاقتكِ بزوجكِ هي السبب في انكسارك، فإما تُرمّم بوعي، أو يُعاد تعريفها بشجاعة.

  6. اقرئي، اكتبي، انفردي بنفسكِ قليلًا
    اكتبي له رسالة لا ترسليها، فقط لتُفرغي ما في قلبك.
    واكتبي بعدها لنفسكِ رسالة: "لقد نجوتُ".


✦ رابعًا: إن عاد وطلب الرجوع… ماذا تفعلين؟

اسألي نفسكِ:

  • هل عُدتِ إليه لأنه يُحبكِ؟

  • أم لأنكِ اشتقتِ لمن كنتِ وأنتِ معه؟

  • هل تستطيعين أن تُدخليه في قلبكِ دون أن تخوني من وثق بكِ؟

  • وهل هو يريدكِ امرأة تُحبّه؟ أم امرأة تهرب إليه؟

في كثير من الحالات، العودة تعني الانكسار من جديد.


✦ خامسًا: كوني صادقة مع الله… ومع قلبكِ

إذا أردتِ أن يُخرجكِ الله من حبّ حرام، كُوني صادقة معه في طلب العون.

قولي:
"يا رب، إن كنتُ تعثّرت، فلا تجعلني أُكمل طريقي زاحفة خلف الوهم… أسندني، واهدِ قلبي."

وسترين كيف يُنبت الله في قلبكِ القوة… والسكينة.


✦ الخاتمة:

نسيان رجل أحببتِه وأنتِ متزوجة… ليس سهلًا.
لكنه ممكن.
وهو بداية نجاتكِ من ضعفٍ كاد يسحبكِ إلى هاوية أعمق.

أنتِ أقوى مما تظنين،
أذكى مما كنتِ،
وأقرب إلى الله مما كنتِ يوم تعثّرتِ.

ابدئي من اليوم،
فلا أحد يستحقكِ إن لم يُشرّفكِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق