كيف أُحسّس زوجي بقيمتي؟
يا عزيزتي،
كثيرًا ما تكتب إليّ نساء في منتصف خيباتهن، يتهامسن مع أنفسهن ليلًا: "هل يشعر بقيمتي؟ هل يراني فعلًا؟ أم اعتاد وجودي حتى غاب أثره؟"
سؤالكِ "كيف أُحسّس زوجي بقيمتي؟" ليس سؤالًا ساذجًا كما قد يظنه البعض، بل هو نداء داخلي، صوت امرأة أرهقها العطاء دون مقابل، فبدأت تتساءل: هل ما أفعله يُقدّر؟ أم أنني أصبحتُ مفروغًا مني؟
دعيني أقولها لكِ كما لو كنتِ صديقة عزيزة:
القيمة يا غالية لا تُطلب، بل تُعاش وتُصنع وتُصان. لا نُقنع الناس بقيمتنا بالكلمات، بل نُظهرها بأفعالنا، باهتمامنا بأنفسنا، بحدودنا التي نرسمها، وبطريقة تعاملنا مع ذاتنا أولًا قبل الآخرين.
الزوج – مثل كثير من الناس – قد لا يرى جمال الشجرة التي ظلّ تحتها كل يوم، حتى تختفي فجأة، أو حتى تبدأ تثمر ثمارًا جديدة لم يألفها. لذا، لا تنتظري أن يُدرك قيمتك حين تُصبحين ظلًا باهتًا له… بل اصنعي من وجودك شيئًا لا يُمكن تجاهله.
خطوات عملية: كيف تجعلينه يشعر بقيمتك فعلًا؟
1. اهتمي بذاتك أولًا
لا أقول هذا من باب التجمّل، بل من باب الاعتراف بأن المرأة التي تهمل نفسها من أجل الجميع، هي أول من يُنسى. عودي لهواياتك، لمظهرك، لضحكتك. اجعلي لنفسك وقتًا مقدسًا كل يوم، ولو ساعة، تهتمين فيها بكِ فقط.
2. لا تُعلني عن عطائك
افعلي الخير، قدّمي الحب، لكن لا تذكريه على الدوام. فكلما أعلنّا عن تضحياتنا، أصبحت كأنها "دين" على الآخر، لا مشاعر نابعة من القلب. العطاء الصامت أبلغ، وحين يغيب تشعر به القلوب أكثر.
3. ارفضي برقي
حين يخطئ بحقك، لا تصمتي، ولا تثوري. بل تحدثي معه بنبرة حازمة دافئة: "أنا أستحق الاحترام، وأشعر بأن هذا التصرف لا يُشبه تقديرك لي". تعلّمي أن تقولي "لا" حين تُنتَهك حدودك، فالقيمة تُصان بالرفض أحيانًا أكثر من القبول.
4. ابني عالمك الخاص
الرجل لا يُحب المرأة التي "تذوب" فيه تمامًا. احرصي أن تكون لك اهتمامات، صداقات، طموحات. لا تجعليه مركز عالمك الوحيد، بل دعيه يراكِ تتألقين في عوالمك الأخرى. هنا فقط يبدأ بالشعور بأنكِ لستِ "مضمونة".
5. كوني غموضًا محببًا
لا تكشفي له كل أوراقك دائمًا، لا تحكي كل التفاصيل، ولا تُظهري أنكِ متاحة عاطفيًّا كل لحظة. أتركي له بعض المساحة ليشتاق، ليتساءل، ليبحث. الرجل بطبعه فضولي تجاه المرأة التي لا تُقدم نفسها بالكامل دفعة واحدة.
6. احتفي بنفسك
احتفلي بإنجازاتك الصغيرة، امدحي نفسك أمامه لكن دون مبالغة. قولي مثلًا: "أشعر بالفخر أنني أنجزت كذا اليوم" أو "أعجبني تصرّفي في الموقف الفلاني". هذه العبارات تُشعره أنكِ ترين نفسك ذات قيمة، وهذا يدفعه لرؤيتك كذلك.
خاتمة:
تذكّري دائمًا، أن المرأة التي تُشعر نفسها بقيمتها، لا تحتاج أن تُقنع أحدًا بها. الرجل حين يرى امرأة تعرف من تكون، وتُقدّر ذاتها دون تكبّر، وتمنح بحب ولكن بحدود… لا يملك إلا أن يراها جوهرة، لا تُعوّض.
كوني هذه المرأة، لا لأجله فقط… بل لأجلك أولًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق