العشيقة في حياة الرجل المتزوج

 العشيقة في حياة الرجل المتزوج

العشيقة في حياة الرجل المتزوج

بقلم: سعادة ناصر – استشارية في علم النفس الزواجي

يا غالية…
حين تكتشف الزوجة أن في حياة زوجها امرأة أخرى، أو تشتبه في ذلك، تشعر وكأنها تلقت طعنة في العمود الفقري.
ليست مجرد خيانة… بل كأنها إعلان بأن كل ما بنته تزعزع، وكأن مكانها في قلبه لم يكن محصنًا كما ظنّت.

الزوجة لا تخاف من "امرأة أخرى" فقط، بل تخاف من أن تكون قد أصبحت قديمة، مُستبدلة، قابلة للإزاحة.

لكن مهلاً…
من هي هذه العشيقة؟ ولماذا تظهر في حياة رجل متزوج؟ وهل هي دائمًا ضحيّة هوى؟ أم علامة على خلل أعمق؟

دعينا نفكّك المشهد معًا.


✦ لماذا يدخل الرجل المتزوج في علاقة مع عشيقة؟

ليست كل خيانة مبررة… لكنها دائمًا "مفهومة".
أي يمكننا – من وجهة نظر تحليلية – أن نقرأ ما وراءها.

1. الرغبة في التجديد

الرجال بطبيعتهم البصرية والملولة قد ينجذبون لأي شيء يبدو مختلفًا، جديدًا، فيه حس المغامرة.
العشيقة هنا تُمثّل "الخروج عن المألوف"، حتى لو كانت أقل من زوجته في الجمال أو الثقافة أو الذكاء.

2. إشباع نقص عاطفي أو نفسي

بعض الرجال يشعرون بالإهمال في بيوتهم، أو التحقير، أو أنهم غير مرغوب فيهم.
بدلًا من الحوار، يهربون إلى من تُعيد إليهم شعور الرجولة المفقود.
العشيقة هنا تكون كأنها "دواء مزيف" يُسكّن الألم مؤقتًا.

3. ضعف الضمير أو التربية

هناك رجال يخونون لمجرد أنهم قادرون.
لا يعانون من نقص، ولا من ظلم، فقط لديهم خلل أخلاقي داخلي، ونزعة أنانية تجعلهم يتجاهلون أي التزام.

4. التأثر بالأصدقاء أو البيئة

في بعض البيئات الذكورية، تُصبح الخيانة علامة على "الفهلوة" أو النضج الزائف.
فيتشجع الرجل على دخول علاقات خارجية ليُرضي صورته في عيون غيره.

5. الاعتقاد أن "العشيقة تفهمني"

لأن العلاقة مع العشيقة خالية من المسؤوليات، والمشاكل اليومية، ومشاكل تربية الأبناء…
يظن الرجل أنها "تفهمه أكثر"… بينما هي فقط لم تُختبر في تفاصيله بعد.


✦ من هي العشيقة؟ وهل هي دائمًا الشريرة؟

ليست كل عشيقة "خرابة بيوت" كما يُقال… وبعضهن بالفعل لا يعرفن أن الرجل متزوج، أو تورطن عاطفيًا في لحظة ضعف.
لكن البعض الآخر يعلمن تمامًا، ويُكملن الطريق، ويغذيهن شعور الفوز، أو الحاجة، أو الرغبة في الانتقام من تجربتهن السابقة.

سواء كانت العشيقة ضحية أو مشاركة… فهي ليست "السبب"، بل هي عرض لمشكلة أكبر في العلاقة الزوجية، أو في تركيبة الزوج نفسه.


✦ والزوجة… ما الذي يجب أن تفعله؟

يا عزيزة قلبي،
إن كنتِ تمرّين بهذه التجربة، فأنتِ أمام مفترق طرق، لكنه لا يُحتم عليكِ شيئًا إلا ما يناسبك أنتِ.

✧ أولاً: لا تدمّري نفسك

لا تراقبي العشيقة، لا تقارني نفسك بها، لا تُهيني كرامتك بملاحقة ما لا يستحق.
وجّهي كل طاقتك نحو فهم ما يحدث، لا استنزاف نفسك في الغيرة والغضب.

✧ ثانيًا: واجهي زوجك… لا تكسري نفسك

كوني واضحة.
"أنا أعلم أن في حياتك امرأة غيري. وأنا أستحق الاحترام والصدق."
المواجهة لا تعني الصراخ دائمًا، بل قوة الحضور والثقة بالنفس.

✧ ثالثًا: قرري… على نور

هل تريدين الاستمرار إن ندم؟ هل ترغبين بالانفصال؟ هل يمكن إصلاح ما تهدّم؟
خذي وقتك، لا تقرري تحت الضغط، ولا تسمحي لأحد أن يقرر لكِ ما يجب.

✦ خاتمة:

وجود عشيقة في حياة زوجكِ لا يعني أنكِ فشلتِ، ولا يعني أنكِ أقل، ولا ينزع عنكِ قيمتك.
بل هو خلل في اختياراته، أو في تصرفاته، أو حتى في طريقة تواصلكما معًا…
لكن في النهاية، لكِ القرار في البقاء أو الرحيل.
المهم أن تختاري نفسك، وتحافظي على روحك، سواء معه أو بدونه.

أنتِ قوية… حتى حين تُكسَرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق